الكثير من هذه الحالات تؤدي إلى إعاقات دائمة، مما يبرز أهمية البحث في هذا المجال.
مؤخرًا، كشف دراسة أجراها باحثون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا والصين ودول أخرى عن اكتشاف مذهل: وجود "وعي خفي" لدى المرضى المصابين بإصابات دماغية.
نشرت هذه الدراسة في
المجلة الطبية لنيو إنجلاند، وتفتح آفاقًا جديدة لرعاية هؤلاء المرضى وإعادة تأهيلهم.
النتائج الرئيسية للدراسة
قاد الدراسة نيكولاس شيف من جامعة كورنيل، وشملت 353 بالغًا يعانون من اضطرابات في الوعي.
من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي وتخطيط الدماغ الكهربائي، اكتُشف أن حوالي واحد من كل أربعة مرضى لا يظهرون استجابات ملحوظة للأوامر كانوا، في الواقع، قادرين على أداء مهام معرفية بشكل خفي.
وهذا يعني أن هؤلاء المرضى، رغم أنهم قد يبدون غير متفاعلين، يمكنهم فهم التعليمات والحفاظ على الانتباه.
تشرح الباحثة يلينا بوديين، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن هذه الظاهرة المسماة "الانفصال المعرفي الحركي" تثبت أن النشاط المعرفي قد يكون حاضرًا حتى عندما لا تكون الاستجابات الحركية موجودة.
يثير هذا الاكتشاف تساؤلات أخلاقية وطبية مهمة حول كيفية استخدام هذه القدرة المعرفية الخفية لإنشاء أنظمة تواصل وتحسين التعافي.
التداعيات على الرعاية السريرية
لنتائج هذه الدراسة تداعيات كبيرة على رعاية المرضى المصابين بإصابات دماغية.
وفقًا للدكتور ريكاردو أليغري، أحد مفاتيح هذا العمل هو أنه قد يغير الطريقة التي تُبرمج بها التحفيز وإعادة التأهيل لهؤلاء المرضى.
بدلاً من الاعتماد فقط على الاستجابة للأوامر، يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية أن يأخذوا في الاعتبار النشاط المعرفي الذي قد لا يكون ملحوظًا.
أبلغت عائلات المرضى أن معرفة وجود هذا الانفصال المعرفي الحركي يمكن أن يغير جذريًا الطريقة التي يتفاعل بها الفريق الطبي مع أحبائهم.
للتقدم في هذا المجال، من الضروري التحقق من صحة الأدوات المستخدمة وتطوير طرق منهجية لتقييم المرضى الذين لا يستجيبون.
تشير الدراسة إلى أن الانفصال المعرفي الحركي قد يكون موجودًا في ما يصل إلى 25% من المرضى، أو حتى أكثر، مما يبرز الحاجة إلى تقييم أكثر شمولاً.
مع تقدم البحث، من الضروري أن يتكيف المجتمع الطبي مع هذه الاكتشافات الجديدة لتحسين الرعاية وإعادة التأهيل لأولئك الذين يعانون من إصابات دماغية.
في الختام، يمثل اكتشاف "الوعي الخفي" لدى المرضى المصابين بإصابات دماغية تقدمًا مهمًا في علم الأعصاب والرعاية السريرية، ويفتح الباب أمام فرص جديدة لإعادة التأهيل ودعم هؤلاء المرضى وعائلاتهم.